قتل أبي بصير للكافر
فصل ومما يسأل عنه في حديث أبي بصير قتله الرجل الكافر وهو في العهد أكان ذلك حراما أم مباحا له وظاهر الحديث رفع الحرج عنه لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يثرب ، بل مدحه وقال ويل أمه محش حرب . فإن قيل وكيف يكون ذلك جائزا له وقد حقن الصلح الدماء ؟ قلنا : إنما ذلك في حق أبي بصير على الخصوص لأنه دافع عن نفسه ودينه ومن قتل دون دمه فهو شهيد وإنما لم يطالبه رسول الله صلى الله عليه وسلم - بدية . ولأن أولياء المقتول لم يطالبوه إما لأنهم كانوا قد أسلموا ، وإما لأن الله شغلهم عن ذلك حتى انتكث العهد وجاء الفتح .
فإن قيل فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدي من قتل خطأ من أهل الصلح كما ودى العامريين وغيرهما قلنا : عن هذا جوابان أحدهما : أن أبا بصير كان قد رده إلى المشركين فصار في حكمهم ولم يكن في فئة المسلمين وحزبهم فيحكم عليه بما يحكم عليهم .
والجواب الثاني : أنه إن كان قتل عمدا ، ولم يكن قتل خطأ كما كان قتل العامريين ، وقد قال عمر بن الخطاب : لا تعقل العاقلة عمدا ولا عبدا [ ولا صلحا ولا اعترافا ] .
فصل ومما يسأل عنه في حديث أبي بصير قتله الرجل الكافر وهو في العهد أكان ذلك حراما أم مباحا له وظاهر الحديث رفع الحرج عنه لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يثرب ، بل مدحه وقال ويل أمه محش حرب . فإن قيل وكيف يكون ذلك جائزا له وقد حقن الصلح الدماء ؟ قلنا : إنما ذلك في حق أبي بصير على الخصوص لأنه دافع عن نفسه ودينه ومن قتل دون دمه فهو شهيد وإنما لم يطالبه رسول الله صلى الله عليه وسلم - بدية . ولأن أولياء المقتول لم يطالبوه إما لأنهم كانوا قد أسلموا ، وإما لأن الله شغلهم عن ذلك حتى انتكث العهد وجاء الفتح .
فإن قيل فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدي من قتل خطأ من أهل الصلح كما ودى العامريين وغيرهما قلنا : عن هذا جوابان أحدهما : أن أبا بصير كان قد رده إلى المشركين فصار في حكمهم ولم يكن في فئة المسلمين وحزبهم فيحكم عليه بما يحكم عليهم .
والجواب الثاني : أنه إن كان قتل عمدا ، ولم يكن قتل خطأ كما كان قتل العامريين ، وقد قال عمر بن الخطاب : لا تعقل العاقلة عمدا ولا عبدا [ ولا صلحا ولا اعترافا ] .