قدوم عروة بن مسعود
قالوا : كان عروة بن مسعود حين حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف بجرش يتعلم عمل الدبابات والمنجنيق ثم رجع إلى الطائف بعد أن ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمل الدبابات والمنجنيق والعرادات وأعد ذلك حتى قذف الله عز وجل في قلبه الإسلام فقدم المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم قال يا رسول الله ايذن لي فآتي قومي فأدعوهم إلى الإسلام فوالله ما رأيت مثل هذا الدين ذهب عنه ذاهب . فأقدم على أصحابي وقومي بخير قادم وما قدم وافد قط على قومه إلا من قدم بمثل ما قدمت به وقد سبقت يا رسول الله في مواطن كثيرة .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم إذا قاتلوك قال يا رسول الله لأنا أحب إليهم من أبكار أولادهم . ثم استأذنه الثانية فأعاد عليه الكلام الأول وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم إذا قاتلوك قال يا رسول الله لو وجدوني نائما ما أيقظوني . واستأذنه الثالثة فقال إن شئت فاخرج فخرج إلى الطائف فسار إليها خمسا ، فقدم على قومه عشاء فدخل منزله فأنكر قومه دخوله منزله قبل أن يأتي الربة ثم قالوا : السفر قد حصره فجاءوا منزله فحيوه تحية الشرك فكان أول ما أنكر عليهم تحية الشرك فقال عليكم تحية أهل الجنة .
ثم دعاهم إلى الإسلام وقال يا قوم أتتهمونني ؟ ألستم تعلمون أني أوسطكم نسبا ، وأكثركم مالا ، وأعزكم نفرا ؟ فما حملني على الإسلام إلا أني رأيت أمرا لا يذهب عنه ذاهب فاقبلوا نصحي ، ولا تستعصوني . فوالله ما قدم وافد على قوم بأفضل مما قدمت به عليكم فاتهموه واستغشوه وقالوا : قد واللات وقع في أنفسنا حيث لم تقرب الربة . ولم تحلق رأسك عندها أنك قد صبوت فآذوه ونالوا منه وحلم عليهم فخرجوا من عنده يأتمرون كيف يصنعون به حتى إذ طلع الفجر أوفى على غرفة له فأذن بالصلاة فرماه رجل من رهطه من الأحلاف يقال له وهب بن جابر - ويقال رماه أوس بن عوف من بني مالك ، وهذا أثبت عندنا - وكان عروة رجلا من الأحلاف ، فأصاب أكحله فلم يرقأ دمه وحشد قومه في السلاح . وجمع الآخرون وتجايشوا ، فلما رأى عروة ما يصنعون قال لا تقتتلوا في فإني قد تصدقت بدمي على صاحبه ليصلح بذلك بينكم فهي كرامة الله أكرمني الله بها الشهادة ساقها الله إلي أشهد أن محمدا رسول الله خبرني عنكم هذ أنكم تقتلونني ثم قال لرهطه ادفنوني مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم .
قال فدفنوه معهم . وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله فقال مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله عز وجل فقتلوه
ويقال إن عروة لم يقدم المدينة ، وإنما لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة فأسلم ثم انصرف والقول الأول أثبت عندنا . فلما قتل عروة قال ابنه أبو مليح بن عروة بن مسعود ، وابن أخيه قارب بن الأسود بن مسعود لأهل الطائف : لا نجامعكم على شيء أبدا ، وقد قتلتم عروة . ثم لحقا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما ، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم توليا من شئتما . قالا : نتولى الله ورسوله . قال النبي صلى الله عليه وسلم وخالكما أبو سفيان بن حرب حالفاه . ففعلا ، ونزلا على المغيرة بن شعبة ، وأقاما بالمدينة حتى قدم وفد ثقيف في رمضان سنة تسع
قالوا : كان عروة بن مسعود حين حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف بجرش يتعلم عمل الدبابات والمنجنيق ثم رجع إلى الطائف بعد أن ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمل الدبابات والمنجنيق والعرادات وأعد ذلك حتى قذف الله عز وجل في قلبه الإسلام فقدم المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم قال يا رسول الله ايذن لي فآتي قومي فأدعوهم إلى الإسلام فوالله ما رأيت مثل هذا الدين ذهب عنه ذاهب . فأقدم على أصحابي وقومي بخير قادم وما قدم وافد قط على قومه إلا من قدم بمثل ما قدمت به وقد سبقت يا رسول الله في مواطن كثيرة .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم إذا قاتلوك قال يا رسول الله لأنا أحب إليهم من أبكار أولادهم . ثم استأذنه الثانية فأعاد عليه الكلام الأول وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم إذا قاتلوك قال يا رسول الله لو وجدوني نائما ما أيقظوني . واستأذنه الثالثة فقال إن شئت فاخرج فخرج إلى الطائف فسار إليها خمسا ، فقدم على قومه عشاء فدخل منزله فأنكر قومه دخوله منزله قبل أن يأتي الربة ثم قالوا : السفر قد حصره فجاءوا منزله فحيوه تحية الشرك فكان أول ما أنكر عليهم تحية الشرك فقال عليكم تحية أهل الجنة .
ثم دعاهم إلى الإسلام وقال يا قوم أتتهمونني ؟ ألستم تعلمون أني أوسطكم نسبا ، وأكثركم مالا ، وأعزكم نفرا ؟ فما حملني على الإسلام إلا أني رأيت أمرا لا يذهب عنه ذاهب فاقبلوا نصحي ، ولا تستعصوني . فوالله ما قدم وافد على قوم بأفضل مما قدمت به عليكم فاتهموه واستغشوه وقالوا : قد واللات وقع في أنفسنا حيث لم تقرب الربة . ولم تحلق رأسك عندها أنك قد صبوت فآذوه ونالوا منه وحلم عليهم فخرجوا من عنده يأتمرون كيف يصنعون به حتى إذ طلع الفجر أوفى على غرفة له فأذن بالصلاة فرماه رجل من رهطه من الأحلاف يقال له وهب بن جابر - ويقال رماه أوس بن عوف من بني مالك ، وهذا أثبت عندنا - وكان عروة رجلا من الأحلاف ، فأصاب أكحله فلم يرقأ دمه وحشد قومه في السلاح . وجمع الآخرون وتجايشوا ، فلما رأى عروة ما يصنعون قال لا تقتتلوا في فإني قد تصدقت بدمي على صاحبه ليصلح بذلك بينكم فهي كرامة الله أكرمني الله بها الشهادة ساقها الله إلي أشهد أن محمدا رسول الله خبرني عنكم هذ أنكم تقتلونني ثم قال لرهطه ادفنوني مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم .
قال فدفنوه معهم . وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله فقال مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله عز وجل فقتلوه
ويقال إن عروة لم يقدم المدينة ، وإنما لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة فأسلم ثم انصرف والقول الأول أثبت عندنا . فلما قتل عروة قال ابنه أبو مليح بن عروة بن مسعود ، وابن أخيه قارب بن الأسود بن مسعود لأهل الطائف : لا نجامعكم على شيء أبدا ، وقد قتلتم عروة . ثم لحقا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما ، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم توليا من شئتما . قالا : نتولى الله ورسوله . قال النبي صلى الله عليه وسلم وخالكما أبو سفيان بن حرب حالفاه . ففعلا ، ونزلا على المغيرة بن شعبة ، وأقاما بالمدينة حتى قدم وفد ثقيف في رمضان سنة تسع