سمي المضيق بهذا الاسم نسبة إلى جبل طارق الذي يقع في أقصى الطرف الشمالي الشرقي للمضيق، والجبل (أو الصخرة كما يسمى أحيانا) سمي بذلك نسبة إلى طارق ابن زياد فاتح الأندلس حيث رست به وبجيشه السفن في 15 رجب عام 92هـ/710م. وكان اسمه سابقا جبل كالبي. ويمتد الجبل من الشمال إلى الجنوب بطول نحو 3 أميال (4.8كم)، وقمته حادة، وكذلك ظهره الذي يبلغ طوله 1.5 ميل (2.4)، وسفوحه شديدة الانحدار. أما بلدة جبل طارق الواقعة أسفل الصخرة أو الجبل فقد بناها عبد المؤمن الموحدي بعد الاستيلاء على المنطقة عام 1309م.
ومن أسماء المضيق:
- جبل الفتح نسبة إلى الفتح العربي الإسلامي.
- معبرة هرقل: نسبة إلى أسطورة شق هرقل للمضيق (ترد لاحقا).
- الزقاق، بحر الزقاق: نسبة إلى ضيقه وقلة عرضه.
- سبطا: نسبة إلى مدينة سبتة.
الموقع:
يقع مضيق جبل طارق ما بين الطرف الجنوبي الغربي لأوروبا، والطرف الشمالي الغربي لإفريقيا. ويصل بين المحيط الأطلسي في الغرب والبحر المتوسط في الشرق. وتطل عليه من الشمال اسبانيا ومنطقة جبل طارق ذات الحكم الذاتي والتابعة لبريطانيا، ومن الجنوب المغرب، وسبتة التابعة لاسبانيا.
إحداثياته الجغرافية:
خط طول 5 دراجات و36 دقيقة غربا (غرب غرينتش)، دائرة عرض 35 درجة و56 دقيقة شمالا. وذلك في منتصف المسافة ما بين مدينة طريفة شمالا وخط الساحل المغربي جنوبا (أي نحو منتصف المضيق).
الوصف الطبوغرافي:
عرض المدخل الغربي للمضيق 43كم ما بين راس الطرف الأغر في اسبانيا، وراس سبارتل في المغرب، وعرض المدخل الشرقي 23كم ما بين راس أوروبا (صخرة جبل طارق) ورأس الميناء(جبل هوخو، آخو) عند مدينة سبتة، وأضيق مكان فيه 13كم ما بين نقطة المغرب في اسبانيا وسيرس في المغرب. طول المضيق 58كم، ومعدل عمقه 365م، ويصل عمقه في القسم الشرقي منه إلى 800م، في حين ينخفض العمق في مدخله الغربي إلى دون 300م عند عتبة كمرينال. وقاع المضيق ذو طبوغرافية معقدة تتضمن حوافاً عدة.
التيارات البحرية:
يوجد تياران بحريان عبر مضيق جبل طارق، والسبب في وجودهما التباين في درجات الحرارة والملوحة. والتياران هما:
- تيار علوي: سمكه نحو 100م ومياهه دافئة وملوحتها(……) . ويتدفق شرقا من المحيط الأطلسي نحو البحر المتوسط.
- تيار سفلي: مياهه باردة وملوحتها (…..). ويتدفق غربا من البحر المتوسط نحو المحيط الأطلسي.
وليس لهذين التيارين تأثير على الملاحة في المضيق.
العواصف:
تجلب المنخفضات الجوية القادمة من المحيط الأطلسي والمارة بالمضيق أو المنطقة المحيطة به عواصف قوية أحيانا، مصحوبة برياح غربية شديدة السرعة، وتحدث هذه العواصف بمعدل مرة واحدة في الشهر في اشهر الشتاء، وتؤدي العواصف القوية هذه إلى إغلاق ميناء جبل طارق.
ويذكر ياقوت الحموي أبياتا للفقيه المرادي القيرواني، قالها بعد خلاصه من عبور بحر الزقاق (مضيق جبل طارق)، ووصوله إلى مدينة سبتة، إذ قال:
سمعت التجار وقد حدثوا
بشدة أهوال بحر الزقاق
فقلت لهم قربوني إليه
أنشفه من حر يوم الفراق
فلما فعلت جرت مدامعي
فعاد كما كان قبل التلاق
الأهمية الإستراتيجية للمضيق:
للمضائق التي تقع على خطوط ملاحة عالمية كثيفة الحركة أهمية استراتيجية كبرى، لأسباب اقتصادية تتعلق بحركة التجارة العالمية، أو لأسباب عسكرية وأمنية تشمل مرور السفن الحربية بها. أو الطائرات العسكرية من فوقها في حال تعذر وجود ممرات جوية مسموح بها لهذه الطائرات.
وأهمية مضيق جبل طارق، الآتي:
1- حلقة وصل بين أوروبا وافريقيا، فعن طريقة عبرت الهجرات بين القارتين قديما، وكما تحاول قوارب نقل المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا إلى أوروبا عبوره باستمرار. وعبره تم الفتح العربي الإسلامي للأندلس، وكذلك تبادل احتلال الأراضي في كل من اسبانيا والمغرب فيما بينهما.
2- الموقع على خط ملاحة عالمي: المضيق بوابة البحر المتوسط إلى شمال وشمال غرب أوروبا وغرب إفريقيا، وبوابتها إلى دول البحر المتوسط بل والى جنوب وجنوب غرب أسيا عبر قناة السويس، إذ أدى افتتاحها للملاحة من زيادة الأهمية للمضيق.
3- الأهمية العسكرية للمضيق:
يعتبر الشرق الأوسط من مناطق وبؤر الصراع والنزاعات في العالم، ويؤججها باستمرار القضية الفلسطينية، والاحتلال الامريكي للعراق، وأخيرا الحرب اللبنانية الإسرائيلية، مما يتطلب حركة للسفن والطائرات الحربية. ووجود مستعمرة جبل طارق ذات الحكم الذاتي التابعة لبريطانيا منذ عام 1713م، وتمسك أسبانيا بمدينة سبتة الواقعة في الأراضي المغربية عند الطرف الجنوبي الشرقي للمضيق دلالة على أهميته العسكرية. وفي عام 1986م عبرت من فوقه الطائرات الحربية الأمريكية لعدم السماح لها بالمرور بأجواء الدول المحيطة بالمضيق وذلك عندما هاجمت ليبيا.
الملاحة الدولية عبر المضيق
تنص المادة (39) من اتفاقية قانون البحار على الامتناع عن أي تهديد بالقوة أو أي استعمال للقوة ضد سيادة الدولة أو الدول الواقعة على المضيق، أو أي عمل يمس بسيادة أو الاستقلال السياسي لهذه الدول، والا يعتبر ذلك خرقا وانتهاكا للقانون الدولي وفق ميثاق الأمم المتحدة، كما تنص المادة على امتثال السفن العابرة للأنظمة والإجراءات والممارسات الدولية المقبولة عموما للسلامة العامة في البحر ومنع التلوث. وفيما عدا ذلك يسمح بممارسة حرية الملاحة وتحليق الطيران بهدف العبور المتواصل السريع عبر المضيق.
مشاريع مستقبلية في المضيق
1- مشروع نفق مضيق جبل طارق:
يهدف المشروع إلى شق نفق تحت المضيق يصل أوروبا بإفريقيا, على غرار نفق أوروبا الذي يصل بريطانيا بأوروبا, والذي شق تحت بحر المانش، ونفق مضيق جبل طارق المقترح يصل ما بين اسبانيا والمغرب، وطوله المتوقع 38.7كم ،منها 27.75كم تحت الماء، وانحداره 3% ،ويستخدم لعبور المركبات والقطارات.
2- مشروع جسر على المضيق:
يهدف المشروع إلى إنشاء جسر بين اسبانيا والمغرب عبر مضيق جبل طارق، بطول 14.5كم وبخمسة مسارب.
3- مشروع سد على المضيق:
يهدف إنشاء السد إلى التحكم بالتيارات البحرية من المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط، ومن البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي. إذ انخفضت كمية المياه العذبة التي كانت تتدفق إلى البحر انخفاضا كبيرا نتيجة لأنشطة الإنسان، حيث تم حجز مياه الأنهار التي تصب فيه لاستخدامها في الري وغير ذلك، وخاصة مياه النيل اكبر مصدر للمياه العذبة للبحر، إضافة إلى زيادة التبخر من البحر لارتفاع درجات الحرارة نتيجة لزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والذي أدى إلى ما يعرف بالدفيئة.
ويرى العلماء أن ذلك أدى إلى زيادة تدفق التيارات البحرية بين المحيط والبحر بالاتجاهين، مما اثر في ملوحة وحرارة المياه في الطرف الشمالي والشمالي الغربي للمحيط الأطلسي وما تبعه من اثر على حركة تيار الخليج وصفاته، وسيؤدي ذلك إلى تغيرات مناخية في منطقة المحيط الأطلسي الشمالية، وما يتبع من آثار على مناطق أخرى في العالم. إذ أن إقامة السد سيجنب الكرة الأرضية حدوث عصر جليدي. يبدأ السد المقترح على بعد 10كم غرب مدينة طريفة في اسبانيا، وينتهي على بعد 12كم شرق مدينة طنجة في المغرب.
أساطير حول المضيق
الأسطورة (والاسطيرة) جمعها أساطير: الحديث الذي لا اصل له0 وأساطير الأولين: مما سطروا من أعاجيب أحاديثهم. والاسطورة: الخرافة, والحكاية لا اصل لها. والأساطير: الأباطيل والأحاديث العجيبة.
ونسجت حول مضيق جبل طارق أساطير عدة, منها:
1- أسطورة شق ملوك مصر للمضيق.
2- أسطورة شق هرقل للمضيق.
3- أسطورة قارة اتلانتس (اطلانطس).
4- أسطورة القنطرة عبر المضيق.
5- أسطورة إحراق طارق بن زياد للسفن بعد عبوره المضيق.
1- أسطورة شق ملوك مصر للمضيق:
ذكر هذه الأسطورة ياقوت الحموي ومضمونها ...وقرأت في غير كتاب من أخبار مصر والمغرب انه ملك بعد هلاك الفراعنة ملوك من بني « دلوكة» منهم: دركون بن ملوطس, وزمطرة, وكانا من ذوي الرأي والكيد والسحر والقوة, فأراد الروم مغالبتهم على أرضهم وانتزاع الملك منهم, فاحتالا أن فتقا البحر المحيط من المغرب, وهو بحر الظلمات فغلب على كثير من البلدان العامرة والممالك العظيمة, وامتد إلى الشام وبلاد الروم, وصار حاجزا بين بلاد الروم وبلاد مصر....
2-أسطورة شق هرقل للمضيق:الأسطورة اليونانية تقول بان البطل الأسطوري هرقل شقّ المضيق في أثناء رحلاته البحرية, وذلك لوصل البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي, وما أعمدة هرقل (صخرة جبل طارق وجبل هوخو في سبتة) إلا نتاج هذا العمل, إذ إن سفوحهما المواجهة للمضيق شديدة الانحدار بحيث تظهر شبه عمودية, وكأنها قطعت بفعل ما.
وجيولوجيا يوجد المضيق في منطقة تصادم الصفيحة أو الكتلة الاورو اسيوية مع الصفيحة الإفريقية, وان العوامل الجيولوجية والتكتونية هي التي أوجدت المضيق.
ومن أسماء المضيق:
- جبل الفتح نسبة إلى الفتح العربي الإسلامي.
- معبرة هرقل: نسبة إلى أسطورة شق هرقل للمضيق (ترد لاحقا).
- الزقاق، بحر الزقاق: نسبة إلى ضيقه وقلة عرضه.
- سبطا: نسبة إلى مدينة سبتة.
الموقع:
يقع مضيق جبل طارق ما بين الطرف الجنوبي الغربي لأوروبا، والطرف الشمالي الغربي لإفريقيا. ويصل بين المحيط الأطلسي في الغرب والبحر المتوسط في الشرق. وتطل عليه من الشمال اسبانيا ومنطقة جبل طارق ذات الحكم الذاتي والتابعة لبريطانيا، ومن الجنوب المغرب، وسبتة التابعة لاسبانيا.
إحداثياته الجغرافية:
خط طول 5 دراجات و36 دقيقة غربا (غرب غرينتش)، دائرة عرض 35 درجة و56 دقيقة شمالا. وذلك في منتصف المسافة ما بين مدينة طريفة شمالا وخط الساحل المغربي جنوبا (أي نحو منتصف المضيق).
الوصف الطبوغرافي:
عرض المدخل الغربي للمضيق 43كم ما بين راس الطرف الأغر في اسبانيا، وراس سبارتل في المغرب، وعرض المدخل الشرقي 23كم ما بين راس أوروبا (صخرة جبل طارق) ورأس الميناء(جبل هوخو، آخو) عند مدينة سبتة، وأضيق مكان فيه 13كم ما بين نقطة المغرب في اسبانيا وسيرس في المغرب. طول المضيق 58كم، ومعدل عمقه 365م، ويصل عمقه في القسم الشرقي منه إلى 800م، في حين ينخفض العمق في مدخله الغربي إلى دون 300م عند عتبة كمرينال. وقاع المضيق ذو طبوغرافية معقدة تتضمن حوافاً عدة.
التيارات البحرية:
يوجد تياران بحريان عبر مضيق جبل طارق، والسبب في وجودهما التباين في درجات الحرارة والملوحة. والتياران هما:
- تيار علوي: سمكه نحو 100م ومياهه دافئة وملوحتها(……) . ويتدفق شرقا من المحيط الأطلسي نحو البحر المتوسط.
- تيار سفلي: مياهه باردة وملوحتها (…..). ويتدفق غربا من البحر المتوسط نحو المحيط الأطلسي.
وليس لهذين التيارين تأثير على الملاحة في المضيق.
العواصف:
تجلب المنخفضات الجوية القادمة من المحيط الأطلسي والمارة بالمضيق أو المنطقة المحيطة به عواصف قوية أحيانا، مصحوبة برياح غربية شديدة السرعة، وتحدث هذه العواصف بمعدل مرة واحدة في الشهر في اشهر الشتاء، وتؤدي العواصف القوية هذه إلى إغلاق ميناء جبل طارق.
ويذكر ياقوت الحموي أبياتا للفقيه المرادي القيرواني، قالها بعد خلاصه من عبور بحر الزقاق (مضيق جبل طارق)، ووصوله إلى مدينة سبتة، إذ قال:
سمعت التجار وقد حدثوا
بشدة أهوال بحر الزقاق
فقلت لهم قربوني إليه
أنشفه من حر يوم الفراق
فلما فعلت جرت مدامعي
فعاد كما كان قبل التلاق
الأهمية الإستراتيجية للمضيق:
للمضائق التي تقع على خطوط ملاحة عالمية كثيفة الحركة أهمية استراتيجية كبرى، لأسباب اقتصادية تتعلق بحركة التجارة العالمية، أو لأسباب عسكرية وأمنية تشمل مرور السفن الحربية بها. أو الطائرات العسكرية من فوقها في حال تعذر وجود ممرات جوية مسموح بها لهذه الطائرات.
وأهمية مضيق جبل طارق، الآتي:
1- حلقة وصل بين أوروبا وافريقيا، فعن طريقة عبرت الهجرات بين القارتين قديما، وكما تحاول قوارب نقل المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا إلى أوروبا عبوره باستمرار. وعبره تم الفتح العربي الإسلامي للأندلس، وكذلك تبادل احتلال الأراضي في كل من اسبانيا والمغرب فيما بينهما.
2- الموقع على خط ملاحة عالمي: المضيق بوابة البحر المتوسط إلى شمال وشمال غرب أوروبا وغرب إفريقيا، وبوابتها إلى دول البحر المتوسط بل والى جنوب وجنوب غرب أسيا عبر قناة السويس، إذ أدى افتتاحها للملاحة من زيادة الأهمية للمضيق.
3- الأهمية العسكرية للمضيق:
يعتبر الشرق الأوسط من مناطق وبؤر الصراع والنزاعات في العالم، ويؤججها باستمرار القضية الفلسطينية، والاحتلال الامريكي للعراق، وأخيرا الحرب اللبنانية الإسرائيلية، مما يتطلب حركة للسفن والطائرات الحربية. ووجود مستعمرة جبل طارق ذات الحكم الذاتي التابعة لبريطانيا منذ عام 1713م، وتمسك أسبانيا بمدينة سبتة الواقعة في الأراضي المغربية عند الطرف الجنوبي الشرقي للمضيق دلالة على أهميته العسكرية. وفي عام 1986م عبرت من فوقه الطائرات الحربية الأمريكية لعدم السماح لها بالمرور بأجواء الدول المحيطة بالمضيق وذلك عندما هاجمت ليبيا.
الملاحة الدولية عبر المضيق
تنص المادة (39) من اتفاقية قانون البحار على الامتناع عن أي تهديد بالقوة أو أي استعمال للقوة ضد سيادة الدولة أو الدول الواقعة على المضيق، أو أي عمل يمس بسيادة أو الاستقلال السياسي لهذه الدول، والا يعتبر ذلك خرقا وانتهاكا للقانون الدولي وفق ميثاق الأمم المتحدة، كما تنص المادة على امتثال السفن العابرة للأنظمة والإجراءات والممارسات الدولية المقبولة عموما للسلامة العامة في البحر ومنع التلوث. وفيما عدا ذلك يسمح بممارسة حرية الملاحة وتحليق الطيران بهدف العبور المتواصل السريع عبر المضيق.
مشاريع مستقبلية في المضيق
1- مشروع نفق مضيق جبل طارق:
يهدف المشروع إلى شق نفق تحت المضيق يصل أوروبا بإفريقيا, على غرار نفق أوروبا الذي يصل بريطانيا بأوروبا, والذي شق تحت بحر المانش، ونفق مضيق جبل طارق المقترح يصل ما بين اسبانيا والمغرب، وطوله المتوقع 38.7كم ،منها 27.75كم تحت الماء، وانحداره 3% ،ويستخدم لعبور المركبات والقطارات.
2- مشروع جسر على المضيق:
يهدف المشروع إلى إنشاء جسر بين اسبانيا والمغرب عبر مضيق جبل طارق، بطول 14.5كم وبخمسة مسارب.
3- مشروع سد على المضيق:
يهدف إنشاء السد إلى التحكم بالتيارات البحرية من المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط، ومن البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي. إذ انخفضت كمية المياه العذبة التي كانت تتدفق إلى البحر انخفاضا كبيرا نتيجة لأنشطة الإنسان، حيث تم حجز مياه الأنهار التي تصب فيه لاستخدامها في الري وغير ذلك، وخاصة مياه النيل اكبر مصدر للمياه العذبة للبحر، إضافة إلى زيادة التبخر من البحر لارتفاع درجات الحرارة نتيجة لزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والذي أدى إلى ما يعرف بالدفيئة.
ويرى العلماء أن ذلك أدى إلى زيادة تدفق التيارات البحرية بين المحيط والبحر بالاتجاهين، مما اثر في ملوحة وحرارة المياه في الطرف الشمالي والشمالي الغربي للمحيط الأطلسي وما تبعه من اثر على حركة تيار الخليج وصفاته، وسيؤدي ذلك إلى تغيرات مناخية في منطقة المحيط الأطلسي الشمالية، وما يتبع من آثار على مناطق أخرى في العالم. إذ أن إقامة السد سيجنب الكرة الأرضية حدوث عصر جليدي. يبدأ السد المقترح على بعد 10كم غرب مدينة طريفة في اسبانيا، وينتهي على بعد 12كم شرق مدينة طنجة في المغرب.
أساطير حول المضيق
الأسطورة (والاسطيرة) جمعها أساطير: الحديث الذي لا اصل له0 وأساطير الأولين: مما سطروا من أعاجيب أحاديثهم. والاسطورة: الخرافة, والحكاية لا اصل لها. والأساطير: الأباطيل والأحاديث العجيبة.
ونسجت حول مضيق جبل طارق أساطير عدة, منها:
1- أسطورة شق ملوك مصر للمضيق.
2- أسطورة شق هرقل للمضيق.
3- أسطورة قارة اتلانتس (اطلانطس).
4- أسطورة القنطرة عبر المضيق.
5- أسطورة إحراق طارق بن زياد للسفن بعد عبوره المضيق.
1- أسطورة شق ملوك مصر للمضيق:
ذكر هذه الأسطورة ياقوت الحموي ومضمونها ...وقرأت في غير كتاب من أخبار مصر والمغرب انه ملك بعد هلاك الفراعنة ملوك من بني « دلوكة» منهم: دركون بن ملوطس, وزمطرة, وكانا من ذوي الرأي والكيد والسحر والقوة, فأراد الروم مغالبتهم على أرضهم وانتزاع الملك منهم, فاحتالا أن فتقا البحر المحيط من المغرب, وهو بحر الظلمات فغلب على كثير من البلدان العامرة والممالك العظيمة, وامتد إلى الشام وبلاد الروم, وصار حاجزا بين بلاد الروم وبلاد مصر....
2-أسطورة شق هرقل للمضيق:الأسطورة اليونانية تقول بان البطل الأسطوري هرقل شقّ المضيق في أثناء رحلاته البحرية, وذلك لوصل البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي, وما أعمدة هرقل (صخرة جبل طارق وجبل هوخو في سبتة) إلا نتاج هذا العمل, إذ إن سفوحهما المواجهة للمضيق شديدة الانحدار بحيث تظهر شبه عمودية, وكأنها قطعت بفعل ما.
وجيولوجيا يوجد المضيق في منطقة تصادم الصفيحة أو الكتلة الاورو اسيوية مع الصفيحة الإفريقية, وان العوامل الجيولوجية والتكتونية هي التي أوجدت المضيق.