منتديات حطــــين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حطين بادرة الاستاذ شارلي الرنتاوي


    كيف استولى سابور على الحضر

    طارق وليد العاشر ج
    طارق وليد العاشر ج
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 1000
    تاريخ التسجيل : 26/10/2009
    العمر : 27
    الموقع : www.gamezer.com

    كيف استولى سابور على الحضر Empty كيف استولى سابور على الحضر

    مُساهمة  طارق وليد العاشر ج الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:03 am

    كيف استولى سابور على الحضر

    وكان كسرى سابور ذو الأكتاف غزا ساطرون ملك الحضر ، فحصره سنتين فأشرفت بنت ساطرون يوما ، فنظرت إلى سابور وعليه ثياب ديباج وعلى رأسه تاج من ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ وكان جميلا ، فدست إليه أتتزوجني إن فتحت لك باب الحضر ؟ فقال نعم فلما أمسى ساطرون شرب حتى سكر وكان لا يبيت إلا سكران فأخذت مفاتيح باب الحضر من تحت رأسه فبعثت بها مع مولى لها ففتح الباب فدخل سابور فقتل ساطرون واستباح الحضر وخربه وسار بها فتزوجها ، فبينا هي نائمة على فراشها ليلا إذ جعلت تتململ لا تنام فدعا لها بشمع ففتش فراشها ، فوجد عليه ورقة آس فقال لها سابور أهذا الذي أسهرك ؟ قالت نعم قال فما كان أبوك يصنع بك ؟ قالت كان يفرش لي الديباج ويلبسني الحرير ويطعمني المخ ويسقيني الخمر قال أفكان جزاء أبيك ما صنعت به ؟ أنت إلي بذلك أسرع ثم أمر بها ، فربطت قرون رأسها بذنب فرس ثم ركض الفرس ، حتى قتلها ، ففيه يقول أعشى بني قيس بن ثعلبة

    ألم تر للحضر إذ أهله





    بنعمى ، وهل خالد من نعم

    أقام به شاهبور الجنو





    د حولين تضرب فيه القدم

    فلما دعا ربه دعوة





    أناب إليه فلم ينتقم

    وهذه الأبيات في قصيدة له . وقال عدي بن زيد في ذلك

    والحضر صابت عليه داهية





    من فوقه أيد مناكبها

    ربية لم توق والدها





    لحينها إذ أضاع راقبها

    إذ غبقته صهباء صافية





    والخمر وهل يهيم شاربها

    فأسلمت أهلها بليلتها





    تظن أن الرئيس خاطبها

    فكان حظ العروس إذ جشر الصـ





    بح دماء تجري سبائبها

    وخرب الحضر واستبيح وقد





    أحرق في خدرها مشاجبها

    وهذه الأبيات في قصيدة له .

    وكان الضيزن من ملوك الطوائف وكان يقدمهم إذا اجتمعوا لحرب عدو من غيرهم وكانت الحضر بين دجلة والفرات ، وكان ملكه يبلغ أطرار الشام ، وكان سابور قد تغيب عن العراق إلى خراسان ، فأغار الضيزن على بلاده بمن معه من العرب ، فلما قفل سابور وأخبر بصنع الضيزن نهد إليه وأقام عليه أربع سنين .

    وذكر الأعشى في شعره حولين لا يقدر على فتح الحصن وكان للضيزن بنت اسمها : النضيرة وفيها قيل

    أقفر الحضر من نضيرة فالمـ





    رباع منها فجانب الثرثار

    وكانت سنتهم في الجارية إذا عركت أي حاضت أخرجوها إلى ربض المدينة ، فعركت النضيرة فأخرجت إلى ربض الحضر فأشرفت ذات يوم فأبصرت سابور - وكان من أجمل الناس - فهويته فأرسلت إليه أن يتزوجها ، وتفتح له الحضر واشترطت عليه والتزم لها ما أرادت ثم اختلف في السبب الذي دلت عليه فقال ابن إسحاق ما في الكتاب وقال المسعودي : دلته على نهر واسع [ اسمه الثرثار ] كان يدخل منه الماء إلى الحضر فقطع لهم الماء ودخلوا منه .

    وقال الطبري : دلته على طلسم [ أو طلسم ] كان في الحضر وكان في علمهم أنه لا يفتح حتى تؤخذ حمامة ورقاء وتخضب رجلاها بحيض جارية بكر زرقاء ثم ترسل الحمامة فتنزل على سور الحضر فيقع الطلسم فيفتح الحضر ففعل سابور ذلك فاستباح الحضر وأباد قبائل من قضاعة كانوا فيه منهم بنو عبيد رهط الضيزن لم يبق منهم عقب وحرق خزائن الضيزن واكتسح ما فيها ، ثم قفل بنضيرة معه وذكر الطبري في قتله إياها حين تململت على الفراش الوثير ولين الحرير أنه قال لها : ما كان يصنع بك أبوك ؟ فقالت كان يطعمني المخ والزبد وشهد أبكار النحل وصفو الخمر .

    وذكر أنه كان يرى مخها من صفاء بشرتها ، وأن ورقة الآس أدمتها في عكنة من عكنها ، وأن الفراش الذي نامت عليه كان من حرير حشوه القز . وقال المسعودي : كان حشوه زغب الطير ثم اتفقوا في صورة قتلها كما ذكر ابن إسحاق غير أن ابن إسحاق قال كان المستبيح للحضر سابور ذو الأكتاف وجعله غير سابور بن أزدشير بن بابك ، وقد تقدم أن أزدشير هو أول من جمع ملك فارس ، وأذل ملوك الطوائف حتى دان الملك له والضيزن كان من ملوك الطوائف فيبعد أن تكون هذه القصة لسابور ذي الأكتاف وهو سابور بن هرمز وهو ذو الأكتاف لأنه كان بعد سابور الأكبر بدهر طويل وبينهم ملوك مسمون في كتب التاريخ وهم هرمز بن سابور وبهرام بن هرمز وبهرام بن بهرام وبهرام الثالث ونرسي بن بهرام وبعده كان ابنه سابور ذو الأكتاف والله أعلم .

    وقول الأعشى : شاهبور الجنود بخفض الدال يدل على أنه ليس بشاهبور ذي الأكتاف وأما إنشاده لأبيات عدي بن زيد :

    وأخو الحضر إذ بناه وإذ





    دجلة يجبى إليه و الخابور

    فللشعر خبر عجيب . حدثنا إجازة القاضي الحافظ أبو بكر عن ابن أيوب عن البرقاني عن أبي الحسن علي بن عمر قال حدثنا أبو بكر الأزرق يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول قال حدثني جدي ، قال حدثني أبي ، عن إسحاق بن زياد من بني سلمة بن لؤي عن شبيب بن شيبة عن خالد بن صفوان بن الأهتم قال أوفدني يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك في وفد [ أهل ] العراق قال فقدمت عليه وقد خرج متبديا بقرابته وأهله وحشمه وغاشيته من جلسائه فنزل في أرض قاع صحصح متنايف أفيح في عام [ قد ] بكر وسميه وتتابع وليه وأخذت الأرض [ فيه ] زينتها من اختلاف أنوار نبتها من نور ربيع مونق فهو أحسن منظرا ، وأحسن مستنظرا ، وأحسن مختبرا بصعيد كأن ترابه قطع الكافور حتى لو أن قطعة ألقيت فيه لم تترب قال وقد ضرب له سرادق من حبرة كان صنعه له يوسف بن عمر باليمن ، فيه فسطاط فيه أربعة أفرشة من خز أحمر مثلها مرافقها وعليه دراعة من خز أحمر مثلها عمامتها ، قال وقد أخذ الناس مجالسهم فأخرجت رأسي من ناحية الطاق فنظر إلي شبه المستنطق [ لي ] ; فقلت : أتم الله عليك يا أمير المؤمنين نعمة سوغكها بشكر وجعل ما قلدك من هذا الأمر رشدا ، وعاقبة ما تئول إليه حمدا ، وأخلصه لك بالتقى ، وكثره لك بالنماء ولا كدر عليك منه ما صفا ، ولا خالط سروره الردى ; فقد أصبحت للمسلمين ثقة ومستراحا .

    إليك يقصدون في أمورهم وإليك يفزعون في مظالمهم وما أجد يا أمير المؤمنين شيئا - جعلني الله فداءك - هو أبلغ في قضاء حقك وتوقير مجلسك مما من الله [ جل وعز ] به علي من مجالستك ، والنظر إلى وجهك من أن أذكرك نعم الله عليك ، وأنبهك لشكرها ، وما أجد يا أمير المؤمنين شيئا هو أبلغ من حديث من سلف قبلك من الملوك فإن أذن لي أمير المؤمنين أخبرته عنه .

    قال فاستوى جالسا - وكان متكئا - ثم قال هات يا ابن الأهتم [ قال ] : فقلت : يا أمير المؤمنين إن ملكا من الملوك قبلك خرج في عام مثل عامنا هذا إلى الخورنق والسدير في عام قد بكر وسميه وتتابع وليه وأخذت الأرض فيه زينتها من نور ربيع مونق فهو في أحسن منظر وأحسن مستنظر وأحسن مختبر بصعيد كأن ترابه قطع الكافور حتى لو أن قطعة ألقيت فيه لم تترب . قال وقد كان أعطي فتاء السن مع الكثرة والغلبة والقهر قال فنظر فأبعد النظر فقال لجلسائه لمن [ مثل ] هذا ؟ هل رأيتم مثل ما أنا فيه ؟ [ و ] هل أعطي أحد مثل ما أعطيت ؟ قال وعنده رجل من بقايا حملة الحجة والمضي على أدب الحق ومنهاجه .

    قال ولن تخلوا الأرض من قائم لله بحجته في عباده فقال أيها الملك إنك قد سألت عن أمر أفتأذن في الجواب عنه ؟ قال نعم . قال أرأيت ما أنت فيه أشيء لم تزل فيه أم شيء صار إليك ميراثا من غيرك ، وهو زائل عنك ، وصائر إلى غيرك ، كما صار إليك ميراثا من لدن غيرك ؟ قال فكذلك هو . قال فلا أراك [ إلا ] أعجبت بشيء يسير تكون فيه قليلا ، وتغيب عنه طويلا ، وتكون غدا بحسابه مرتهنا . قال ويحك فأين المهرب ؟ وأين المطلب ؟ قال إما أن تقيم في ملكك ، تعمل فيه بطاعة [ الله ] ربك على ما ساءك وسرك ، ومضك وأرمضك وإما أن تضع تاجك ، وتضع أطمارك ، وتلبس أفساحك ، وتعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك . قال فإذا كان في السحر فاقرع علي بابي ، فإني مختار أحد الرأيين فإن اخترت ما أنا فيه كنت وزيرا ، لا تعصى ، وإن اخترت خلوات الأرض وقفر البلاد كنت رفيقا ، لا تخالف . قال فقرع عليه بابه عند السحر فإذا هو قد وضع تاجه [ وخلع أطماره ] ولبس أمساحه وتهيأ للسياحة قال فلزما - والله - الجبل حتى أتتهما آجالهما ، وهو حيث يقول أحد بني تميم : عدي بن [ زيد ] بن سالم المري العدوي

    أيها الشامت المعير بالد





    هر أأنت المبرأ الموفور ؟

    أم لديك العهد الوثيق من الأيا





    م ؟ بل أنت جاهل مغرور

    من رأيت المنون خلدن أم من





    ذا عليه من أن يضام خفير

    أين كسرى كسرى الملوك أنو





    شروان أم أين قبله سابور ؟

    وبنو الأصفر الكرام ملوك الر





    وم ؟ لم يبق منهم مذكور

    وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج





    لة تجبى إليه و الخابور

    شاده مرمرا ، وجلله كلس





    ا فللطير في ذراه وكور

    لم يهبه ريب المنون فبا ن





    الملك عنه فبابه مهجور

    وتذكر رب الخورنق إذ





    أشرف يوما ، وللهدى تفكير

    سره ماله وكثرة ما يملك





    والبحر معرضا والسدير

    فارعوى قلبه وقال وما غبطة





    حي إلى الممات يصير ؟

    ثم أضحوا كأنهم ورق جف





    فألوت به الصبا والدبور

    ثم بعد الفلاح والملك





    والإمة وارتهم هناك القبور

    قال فبكى [ والله ] هشام حتى أخضل لحيته وبل عمامته وأمر بنزع أبنيته وبنقلان قرابته وأهله وحشمه وغاشيته من جلسائه ولزم قصره .

    قال فأقبلت الموالي والحشم على خالد بن صفوان بن الأهتم وقالوا : ما أردت إلى أمير المؤمنين ؟ أفسدت عليه لذته ونغصت عليه مأدبته . قال إليكم عني فإني عاهدت الله [ عز وجل ] عهدا ألا أخلو بملك إلا ذكرته الله عز وجل . والذي ذكره عدي بن زيد في هذا الشعر هو النعمان بن امرئ القيس جد النعمان بن المنذر ، وأول هذا الشعر

    أرواح مودع أم بكور





    [ لك ] فانظر لأي ذاك تصير

    قاله عدي ، وهو في سجن النعمان بن المنذر ، وفيه قتل وهو عدي بن زيد بن حماد بن زيد بن أيوب بن محروب بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد بن مناة بن تميم وقال عمرو بن آلة بن الخنساء

    ألم ينبئك والأنباء تنمى





    بما لاقت سراة بني العبيد

    ومصرع ضيزن وبني أبيه





    وأحلاس الكتائب من تزيد

    أتاهم بالفيول مجللات





    وبالأبطال سابور الجنود

    فهدم من أواسي الحضر صخرا





    كأن ثقاله زبر الحديد

    وقال الأعشى :

    أقام به شاهبور الجنو





    د حولين تضرب فيه القدم

    وقد قدمنا أن شاهبور معناه ابن الملك وأن بور هو الابن بلسانهم وفي هذا البيت دليل على ما قلناه من أن سابور مغير عن شاهبور . والقدم جمع قدوم وهو الفأس ونحوه والقدوم : اسم موضع أيضا اختتن فيه إبراهيم عليه السلام الذي جاء في الحديث أن إبراهيم اختتن بالقدوم مخفف أيضا ، وقد روي فيه التشديد . وبعده

    فهل زاده ربه قوة





    ومثل مجاوره لم يقم

    وكان دعا قومه دعوة





    هلموا إلى أمركم قد صرم

    فموتوا كراما بأسيافكم





    أرى الموت يجشمه من جشم

    وفي الشعر وهل خالد من نعم . يقال نعم ينعم وينعم مثل حسب يحسب ويحسب . وفي أدب الكاتب أنه يقال نعم ينعم مثل فضل يفضل . حكي ذلك عن سيبويه ، وهو غلط من القتبي ومن تأمله في كتاب سيبويه تبين له غلط القتبي وأن سيبويه لم يذكر الضم إلا في فضل يفضل .

    وقول عدي بن زيد : ربية لم توق والدها . يحتمل أن تكون فعيلة من ربيت إلا أن القياس في فعيلة بمعنى : مفعولة أن تكون بغير هاء ويحتمل أنه أراد معنى الربو والنماء لأنها ربت في نعمة فتكون بمعنى فاعلة ويكون البناء موافقا للقياس وأصح من هذين الوجهين أن يكون أراد ربيئة بالهمز وسهل الهمزة فصارت ياء وجعلها ربيئة لأنها كانت طليعة حيث اطلعت حتى رأت سابور وجنوده ويقال للطليعة ذكرا كان أو أنثى : ربيئة ويقال له رباء على وزن فعال وأنشدوا : رباء شماء لا يأوي نقلتها ، البيت .

    وقوله أضاع راقبها ، أي أضاع المربأة الذي يرقبها ويحرسها ، ويحتمل أن تكون الهاء عائدة على الجارية أي أضاعها حافظها . وقوله والخمر وهل . يقال وهل الرجل وهلا ووهلا إذا أراد شيئا ، فذهب وهمه إلى غيره . ويقال فيه وهم أيضا بفتح الهاء وأما وهم بالكسر فمعناه غلط وأوهم بالألف معناه أسقط . وقوله سبائبها . السبائب جمع : سبيبة وهي كالعمامة أو نحوها ، ومنه السب وهو الخمار .

    وقوله في خدرها مشاجبها . المشاجب جمع مشجب وهو ما تعلق منه الثياب ومنه قول جابر وإن ثيابي لعلى المشجب وكانوا يسمون القربة شجبا ; لأنها جلد ماء قد شجب أي عطب وكانوا لا يمسكون القربة وهي الشجب إلا معلقة فالعود الذي تعلق به هو المشجب حقيقة ثم اتسعوا ، فسموا ما تعلق به الثياب مشجبا تشبيها به .

    وفي شعر عدي المتقدم ذكر الخابور ، وهو واد معروف وهو فاعول من خبرت الأرض إذا حرثتها ، وهو واد عظيم عليه مزارع . قالت ليلى أخت الوليد بن طريف الخارجي الشيباني حين قتل أخوها الوليد قتله يزيد بن مزيد الشيباني أيام الرشيد فلما قتل قالت أخته

    أيا شجر الخابورما لك مورقا





    كأنك لم تحزن على ابن طريف

    فقدناه فقدان الربيع وليتنا





    فديناه من ساداتنا بألوف

    وأما الخافور بالفاء فنبات تخفر ريحه أي تقطع شهوة النساء كما يفعل الحبق ويقال له المرو وبهذا الاسم يعرفه الناس وهو الزغبر أيضا .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 11:38 am