منتديات حطــــين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حطين بادرة الاستاذ شارلي الرنتاوي


    غزوة الرجيع

    طارق وليد العاشر ج
    طارق وليد العاشر ج
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 1000
    تاريخ التسجيل : 26/10/2009
    العمر : 27
    الموقع : www.gamezer.com

    غزوة الرجيع Empty غزوة الرجيع

    مُساهمة  طارق وليد العاشر ج الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 12:20 pm

    غزوة الرجيع

    في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا

    حدثني موسى بن يعقوب عن أبي الأسود عن عروة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب الرجيع عيونا إلى مكة ليخبروه خبر قريش ، فسلكوا على النجدية حتى كانوا بالرجيع فاعترضت لهم بنو لحيان .

    حدثني محمد بن عبد الله ومعمر بن راشد وعبد الرحمن بن عبد العزيز وعبد الله بن جعفر ، ومحمد بن صالح ومحمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة ، ومعاذ بن محمد في رجال ممن لم أسم وكل قد حدثني ببعض الحديث وبعض القوم كان أوعى له من بعض وقد جمعت الذي حدثوني ، قالوا : لما قتل سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي مشت بنو لحيان إلى عضل والقارة ، فجعلوا لهم فرائض على أن يقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكلموه فيخرج إليهم نفرا من أصحابه يدعونهم إلى الإسلام . فنقتل من قتل صاحبنا ونخرج بسائرهم إلى قريش بمكة فنصيب بهم ثمنا ; فإنهم ليسوا لشيء أحب إليهم من أن يؤتوا بأحد من أصحاب محمد يمثلون به ويقتلونه بمن قتل منهم ببدر . فقدم سبعة نفر من عضل والقارة - وهما حيان إلى خزيمة - مقرين بالإسلام فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن فينا إسلاما فاشيا ، فابعث معنا نفرا من أصحابك يقرئوننا القرآن ويفقهوننا في الإسلام . فبعث معهم سبعة نفر مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، وخالد بن أبي البكير وعبد الله بن طارق البلوي حليف في بني ظفر ، وأخاه لأمه معتب بن عبيد ، حليف في بني ظفر وخبيب بن عدي بن بلحارث بن الخزرج ، وزيد بن الدثنة من بني بياضة ، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح . ويقال كانوا عشرة وأميرهم مرثد بن أبي مرثد ; ويقال أميرهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح . فخرجوا حتى إذا كانوا بماء لهذيل - يقال له الرجيع قريب من الهدة - خرج النفر فاستصرخوا عليهم أصحابهم الذين بعثهم اللحيانيون فلم يرع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلا بالقوم مائة رام وفي أيديهم السيوف . فاخترط أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أسيافهم ثم قاموا ، فقال العدو : ما نريد قتالكم وما نريد إلا أن نصيب منكم من أهل مكة ثمنا ، ولكم عهد الله وميثاقه لا نقتلكم .

    فأما خبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبد الله بن طارق ، فاستأسروا . وقال خبيب إن لي عند القوم يدا . وأما عاصم بن ثابت ومرثد وخالد بن أبي البكير ومعتب بن عبيد ، فأبوا أن يقبلوا جوارهم ولا أمانهم . وقال عاصم بن ثابت إني نذرت ألا أقبل جوار مشرك أبدا . فجعل عاصم يقاتلهم وهو يقول

    ما علتي وأنا جلد نابل





    النبل والقوس لها بلابل

    تزل عن صفحتها المعابل





    الموت حق والحياة باطل

    وكل ما حم الإله نازل





    بالمرء والمرء إليه آئل

    إن لم أقاتلكم فأمي هابل

    قال الواقدي ما رأيت من أصحابنا أحدا يدفعه . قال فرماهم بالنبل حتى فنيت نبله ثم طاعنهم بالرمح حتى كسر رمحه وبقي السيف فقال اللهم حميت دينك أول نهاري فاحم لي لحمي آخره وكانوا يجردون كل من قتل من أصحابه . قال فكسر غمد سيفه ثم قاتل حتى قتل وقد جرح رجلين وقتل واحدا . فقال عاصم وهو يقاتل :

    أنا أبو سليمان ومثلي رامى





    ورثت مجدا معشرا كراما

    أصبت مرثدا وخالدا قياما

    ثم شرعوا فيه الأسنة حتى قتلوه . وكانت سلافة بنت سعد بن الشهيد . قد قتل زوجها وبنوها أربعة قد كان عاصم قتل منهم اثنين الحارث ومسافعا ; فنذرت لئن أمكنها الله منه أن تشرب في قحف رأسه الخمر وجعلت لمن جاء برأس عاصم مائة ناقة قد علمت ذلك العرب وعلمته بنو لحيان فأرادوا أن يحتزوا رأس عاصم ليذهبوا به إلى سلافة بنت سعد ليأخذوا منها مائة ناقة . فبعث الله تعالى عليهم الدبر فحمته فلم يدن إليه أحد إلا لدغت وجهه وجاء منها شيء كثير لا طاقة لأحد به .

    فقالوا : دعوه إلى الليل فإنه إذا جاء الليل ذهب عنه الدبر . فلما جاء الليل بعث الله عليه سيلا - وكنا ما نرى في السماء سحابا في وجه من الوجوه - فاحتمله فذهب به فلم يصلوا إليه . فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يذكر عاصما - وكان عاصم نذر ألا يمس مشركا ولا يمسه مشرك تنجسا به . فقال عمر رضي الله عنه إن الله عز وجل ليحفظ المؤمنين فمنعه الله عز وجل أن يمسوه بعد وفاته كما امتنع في حياته . وقاتل معتب بن عبيد حتى جرح فيهم ثم خلصوا إليه فقتلوه . وخرجوا بخبيب وعبد الله بن طارق ، وزيد بن الدثنة حتى إذا كانوا بمر الظهران ، وهم موثقون بأوتار قسيهم قال عبد الله بن طارق : هذا أول الغدر والله لا أصاحبكم إن لي في هؤلاء لأسوة - يعني القتلى . فعالجوه فأبى ، ونزع يده من رباطه ثم أخذ سيفه فانحازوا عنه فجعل يشد فيهم وينفرجون عنه فرموه بالحجارة حتى قتلوه - فقبره بمر الظهران .

    وخرجوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة حتى قدموا بهما مكة ، فأما خبيب فابتاعه حجير بن أبي إهاب بثمانين مثقال ذهب . ويقال اشتراه بخمسين فريضة ويقال اشترته ابنة الحارث بن عامر بن نوفل بمائة من الإبل . وكان حجير إنما اشتراه لابن أخيه عقبة بن الحارث بن عامر ليقتله بأبيه قتل يوم بدر. وأما زيد بن الدثنة ، فاشتراه صفوان بن أمية بخمسين فريضة فقتله بأبيه ويقال إنه شرك فيه أناس من قريش ; فدخل بهما في شهر حرام في ذي القعدة فحبس حجير خبيب بن عدي في بيت امرأة . يقال لها ماوية مولاة لبني عبد مناف ، وحبس صفوان بن أمية زيد بن الدثنة عند ناس من بني جمح ، ويقال عند نسطاس غلامه . وكانت ماوية قد أسلمت بعد فحسن إسلامها ، وكانت تقول والله ما رأيت أحدا خيرا من خبيب . والله لقد اطلعت عليه من صير الباب وإنه لفي الحديد ما أعلم في الأرض حبة عنب تؤكل وإن في يده لقطف عنب مثل رأس الرجل يأكل منه وما هو إلا رزق رزقه الله . وكان خبيب يتهجد بالقرآن وكان يسمعه النساء فيبكين ويرققن عليه . قالت فقلت له يا خبيب هل لك من حاجة ؟ قال لا ، إلا أن تسقيني العذب ولا تطعميني ما ذبح على النصب . وتخبريني إذا أرادوا قتلي . قالت فلما انسلخت الأشهر الحرم وأجمعوا على قتله أتيته فأخبرته ، فوالله ما رأيته اكترث لذلك وقال ابعثي لي بحديدة أستصلح بها . قالت فبعثت إليه موسى مع ابني أبي حسين فلما ولى الغلام قلت : أدرك والله الرجل ثأره أي شيء صنعت ؟ بعثت هذا الغلام بهذه الحديدة فيقتله ويقول " رجل برجل " .

    فلما أتاه ابني بالحديدة تناولها منه ثم قال ممازحا له وأبيك إنك لجريء أما خشيت أمك غدري حين بعثت معك بحديدة وأنتم تريدون قتلي ؟ قالت ماوية وأنا أسمع ذلك فقلت : يا خبيب إنما أمنتك بأمان الله وأعطيتك بإلهك ، ولم أعطك لتقتل ابني . فقال خبيب ما كنت لأقتله وما نستحل في ديننا الغدر . ثم أخبرته أنهم مخرجوه فقاتلوه بالغداة . قال فأخرجوه بالحديد حتى انتهوا به إلى التنعيم ، وخرج معه النساء والصبيان والعبيد وجماعة من أهل مكة ; فلم يتخلف أحد ، إما موتور فهو يريد أن يتشافى بالنظر من وتره وإما غير موتور فهو مخالف للإسلام وأهله . فلما انتهوا به إلى التنعيم ، ومعه زيد بن الدثنة ، فأمروا بخشبة طويلة فحفر لها ، فلما انتهوا بخبيب إلى خشبته قال هل أنتم تاركي فأصلي ركعتين ؟ قالوا : نعم . فركع ركعتين أتمهما من غير أن يطول فيهما .

    فحدثني معمر عن الزهري ، عن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن العلاء عن أبي هريرة قال أول من سن الركعتين عند القتل خبيب . قالوا : ثم قال أما والله لولا أن تروا أني جزعت من الموت لاستكثرت من الصلاة . ثم قال اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحدا .

    فقال معاوية بن أبي سفيان : لقد حضرت دعوته ولقد رأيتني وإن أبا سفيان ليضجعني إلى الأرض فرقا من دعوة خبيب ولقد جبذني يومئذ أبو سفيان جبذة فسقطت على عجب ذنبي فلم أزل أشتكي السقطة زمانا .

    وقال حويطب بن عبد العزى : لقد رأيتني أدخلت إصبعي في أذني وعدوت هربا فرقا أن أسمع دعاءه .

    وقال حكيم بن حزام : لقد رأيتني أتوارى بالشجر فرقا من دعوة خبيب .

    فحدثني عبد الله بن يزيد قال حدثني سعيد بن عمرو قال سمعت جبير بن مطعم يقول لقد رأيتني يومئذ أتستر بالرجال فرقا من أن أشرف لدعوته .

    وقال الحارث بن برصاء والله ما ظننت أن تغادر دعوة خبيب منهم أحدا .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:05 am