وباستعراض أحداث تلك الأيام التي حوت القرار الشجاع
لجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة رحمه الله ومجريات تلك الاحداث التي شهدت ازاحة القيادة
الاجنبية وجلاء الضباط الانجليز والخلاص من آخر وأهم صور الانتداب الذي لم يخطر بباله مثل هذا
القرارنرى أروع الصور للتصميم والصرامة والقوة في اتخاذ القرارات التي تخدم الأمة . ففي صباح يوم
29 شباط 1956 وصل جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه إلى الديوان الملكي في ساعة مبكرة
مرتدياً بزته العسكرية وفي عينيه تأهب وتحفز وتحدٍ للزمن ليلتقي يومها رئيس الأركان وبدأ جلالته
حديثه مستوضحاً منه عن رأيه في تعريب قيادة الجيش العربي الأردني وكان رد( كلوب) أن هذه
المسألة ليست بالسهولة، ويقول جلالته في كتابه مهنتي كملك: ولما كنت خادماً للشعب فقد
كان علي أن أعطي الأردنيين مزيداً من المسؤوليات وكان واجبي ايضاً أن أُقوي ثقتهم بانفسهم وان
أرسخ في أذهانهم روح الكرامة والكبرياء القومي لتعزز قناعتهم بمستقبل الأردن وبدوره ازاء الوطن
العربي الكبير، فالظروف والشروط كانت اذن ملائمة لإعطائهم مكاناً أكثر أهمية في تدبير وإدارة
شؤون بلادهم لا سيما الجيش، ولكن على الرغم من أن كلوب كان قائداً عاماً للجيش فلم يكن
بمقدوره أن ينسى اخلاصه وولاءه لانجلترا وهذا يفسر سيطرة لندن فيما يختص بشؤوننا العسكرية
وقد طلبت مراراً من الإنجليز ان يدربوا مزيداً من الضباط الأردنيين القادرين على الارتقاء إلى الرتب
العليا وكان البريطانيون يتجاهلون مطالبي. وقد أثارت هذه التراكمات حفيظة جلالة الملك وزادت من
إصراره على إنهاء خدمات القيادة الإنجليزية بأي شكل وأن هذا الأمر يجب أن يتحقق مهما كلف
الثمن وبأقرب وقت وبلا تراجع ، فجلالته كان على علم تام بما تخطط له القيادة الانجليزية حول
التخلي عن هذا الأمر للضباط الأردنيين ومتى يمكن أن تفكر بهذا الموضوع أو تطرحه للنقاش
يتبع
لجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة رحمه الله ومجريات تلك الاحداث التي شهدت ازاحة القيادة
الاجنبية وجلاء الضباط الانجليز والخلاص من آخر وأهم صور الانتداب الذي لم يخطر بباله مثل هذا
القرارنرى أروع الصور للتصميم والصرامة والقوة في اتخاذ القرارات التي تخدم الأمة . ففي صباح يوم
29 شباط 1956 وصل جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه إلى الديوان الملكي في ساعة مبكرة
مرتدياً بزته العسكرية وفي عينيه تأهب وتحفز وتحدٍ للزمن ليلتقي يومها رئيس الأركان وبدأ جلالته
حديثه مستوضحاً منه عن رأيه في تعريب قيادة الجيش العربي الأردني وكان رد( كلوب) أن هذه
المسألة ليست بالسهولة، ويقول جلالته في كتابه مهنتي كملك: ولما كنت خادماً للشعب فقد
كان علي أن أعطي الأردنيين مزيداً من المسؤوليات وكان واجبي ايضاً أن أُقوي ثقتهم بانفسهم وان
أرسخ في أذهانهم روح الكرامة والكبرياء القومي لتعزز قناعتهم بمستقبل الأردن وبدوره ازاء الوطن
العربي الكبير، فالظروف والشروط كانت اذن ملائمة لإعطائهم مكاناً أكثر أهمية في تدبير وإدارة
شؤون بلادهم لا سيما الجيش، ولكن على الرغم من أن كلوب كان قائداً عاماً للجيش فلم يكن
بمقدوره أن ينسى اخلاصه وولاءه لانجلترا وهذا يفسر سيطرة لندن فيما يختص بشؤوننا العسكرية
وقد طلبت مراراً من الإنجليز ان يدربوا مزيداً من الضباط الأردنيين القادرين على الارتقاء إلى الرتب
العليا وكان البريطانيون يتجاهلون مطالبي. وقد أثارت هذه التراكمات حفيظة جلالة الملك وزادت من
إصراره على إنهاء خدمات القيادة الإنجليزية بأي شكل وأن هذا الأمر يجب أن يتحقق مهما كلف
الثمن وبأقرب وقت وبلا تراجع ، فجلالته كان على علم تام بما تخطط له القيادة الانجليزية حول
التخلي عن هذا الأمر للضباط الأردنيين ومتى يمكن أن تفكر بهذا الموضوع أو تطرحه للنقاش
يتبع