منتديات حطــــين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حطين بادرة الاستاذ شارلي الرنتاوي


    من تفسير شعر أبي طالب

    طارق وليد العاشر ج
    طارق وليد العاشر ج
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 1000
    تاريخ التسجيل : 26/10/2009
    العمر : 27
    الموقع : www.gamezer.com

    من تفسير شعر أبي طالب Empty من تفسير شعر أبي طالب

    مُساهمة  طارق وليد العاشر ج السبت نوفمبر 07, 2009 6:03 am

    من تفسير شعر أبي طالب

    فصل ذكر شعر أبي طالب :

    ألا أبلغا عني على ذات بيننا

    قال قاسم بن ثابت ذات بيننا ، وذات يده وما كان نحوه صفة لمحذوف مؤنث كأنه يريد الحال التي هي ذات بينهم كما قال الله سبحانه وأصلحوا ذات بينكم [ الأنفال 1 ] فكذلك إذا قلت : ذات يده . يريد أمواله أو مكتسباته كما قال عليه السلام أرعاه على زوج في ذات يده وكذلك إذا قلت : لقيته ذات يوم أي لقاءة أو مرة ذات يوم فما حذف الموصوف وبقيت الصفة صارت كالحال لا تتمكن ولا ترفع في باب ما لم يسم فاعله كما ترفع الظروف المتمكنة وإنما هو كقولك : سير عليه شديدا وطويلا ، وقول الخثعمي - واسمه أنس بن مالك [ مدرك ] : عزمت على إقامة ذات صباح ليس هو عندي من هذا الباب وإن كان سيبويه قد جعلها لغة لخثعم ولكنه على معنى إقامة يوم وكل يوم هو ذو صباح كما تقول ما كلمني ذو شفة أي متكلم وما مررت بذي نفس فلا يكون من باب ذات مرة الذي لا يتمكن في الكلام وقد وجدت في حديث قيلة بنت مخرمة ، وهو حديث طويل وقع في مسند ابن أبي شيبة : أن أختها قالت لبعلها : إن أختي تريد المسير مع زوجها حريث بن حسان ذا صباح بين سمع الأرض وبصرها ، فهذا يكون من باب ذات مرة وذات يوم غير أنه ورد مذكرا ; لأنه تشتغل تاء التأنيث مع الصاد وتوالي الحركات فحذفوها ، فقالوا : لقيته ذا صباح وهذا لا يتمكن كما لا يتمكن ذات يوم وذات حين ولا يضاف إليه مصدر ولا غيره . وقول الخثعمي عزمت على إقامة ذي صباح قد أضاف إليه فكيف يضيف إليه ثم ينصبه أو كيف يضارع الحال مع إضافة المصدر إليه ؟ فكذلك خفضه وأخرجه عن نظائره إلا أن يكون سيبويه سمع خثعم يقولون سرت في ذات يوم أو سير عليه ذات يوم برفع التاء فحينئذ يسوغ له أن يقول لغة خثعم ، وأما البيت الذي تقدم فالشاهد له فيه وما أظن خثعم ، ولا أحدا من العرب يجيز التمكن في نحو هذا ، وإخراجه عن النصب والله أعلم . لا التي للتبرئة فصل وفيه

    ولا خير ممن خصه الله بالحب

    وهو مشكل جدا لأن لا في باب التبرئة لا تنصب مثل هذا إلا منونا تقول لا خيرا من زيد في الدار ولا شرا من فلان وإنما تنصب بغير تنوين إذا كان الاسم غير موصول بما بعده كقوله تعالى : لا تثريب عليكم اليوم [ يوسف 92 ] . لأن عليكم ليس من صلة التثريب لأنه في موضع الخبر ، وأشبه ما يقال في بيت أبي طالب أن خيرا مخفف من خير كهين وميت [ من هين وميت ] وفي التنزيل خيرات حسان [ الرحمن 70 ] هو مخفف من خيرات .

    عود إلى شرح شعر أبي طالب

    وقوله ممن . من متعلقة بمحذوف كأنه قال لا خير أخير ممن خصه الله وخير وأخير لفظان من جنس واحد فحسن الحذف استثقالا لتكرار اللفظ كما حسن ولكن البر من آمن بالله [ البقرة 177 ] . و الحج أشهر معلومات [ البقرة 197 ] لما في تكرار الكلمة مرتين من الثقل على اللسان وأغرب من هذا قول الله تعالى : ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير [ يونس 11 ] أي لو عجله لهم إذا استعجلوا به استعجالا مثل استعجالهم بالخير فحسن هذا الكلام لما في الكلام من ثقل التكرار وإذا حذفوا حرفا واحدا لهذه العلة كقولهم بلحرث بنون فلان وظللت وأحشت فأحرى أن يحذفوا كلمة من حروف فهذا أصل مطرد ويجوز فيه وجه آخر وهو أن يكون حذف التنوين مراعاة لأصل الكلمة لأن خيرا من زيد إنما معناه أخير من زيد وكذلك شر من فلان إنما أصله أشر على وزن أفعل وحذفت الهمزة تخفيفا ، وأفعل لا ينصرف فإذا انحذفت الهمزة انصرف ونون فإذا توهمتها غير ساقطة التفاتا إلى أصل الكلمة لم يبعد حذف التنوين على هذا الوجه مع ما يقويه من ضرورة الشعر . وقوله بالقساسية الشهب يعني : السيوف نسبها إلى قساس ، وهو معدن حديد لبني أسد ، وقيل اسم للجبل الذي فيه المعدن قال الراجز يصف فأسا :

    أحضر من معدن ذي قساس





    كأنه في الحيد ذي الأضراس

    يرمى به في البلد الدهاس

    وقال أبو عبيد في القساسية : لا أدري إلى أي شيء نسب والذي ذكرناه قاله المبرد وقوله ذي قساس كما حكى ، ذو زيد أي صاحب هذا الاسم وفي أقيال حمير : ذو كلاع وذو عمرو ، أضيف المسمى إلى اسمه كما قالوا : زيد بطة أضافوه إلى لقبه . وذكر فيه النسور الطخمة ، قيل هي السود الرءوس قاله صاحب العين وقال أيضا : الطخمة سواد في مقدم الأنف . وقوله كراغية السقب يريد ولد الناقة التي عقرها قدار ، فرغا ولدها ، فصاح برغائه كل شيء له صوت فهلكت ثمود عند ذلك فضربت العرب ذلك مثلا في كل هلكة . كما قال علقمة [ بن عبدة ] :

    رغا فوقهم سقب السماء فداحص





    بشكته لم يستلب وسليب

    وقال آخر

    لعمري لقد لاقت سليم وعامر





    على جانب الثرثار راغية البكر

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 01, 2024 8:03 pm