منتديات حطــــين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حطين بادرة الاستاذ شارلي الرنتاوي


    شرح شعر أبي أسامة

    طارق وليد العاشر ج
    طارق وليد العاشر ج
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 1000
    تاريخ التسجيل : 26/10/2009
    العمر : 27
    الموقع : www.gamezer.com

    شرح شعر أبي أسامة Empty شرح شعر أبي أسامة

    مُساهمة  طارق وليد العاشر ج الإثنين نوفمبر 09, 2009 7:47 am

    شرح شعر أبي أسامة

    وذكر شعر أبي أسامة بن زهير الجشمي وفيه

    وقد زالت نعامتهم لنفر

    العرب تضرب زوال النعامة مثلا للفرار وتقول شالت نعامة القوم إذا فروا وهلكوا . فال الشاعر

    يا ليت ما أمنا شالت نعامتها




    إما إلى جنة إما إلى نار

    وقال أمية

    اشرب هنيئا فقد شالت نعامتهم

    والنعامة في اللغة باطن القدم ومن مات فقد شالت رجله أي ارتفعت وظهرت نعامته والنعامة أيضا الظلمة وابن النعامة عرق في باطن القدم فيجوز أن يكون قوله زالت نعامتهم كما يقال زال سواده وضحا ظله إذا مات وجائز أن يكون ضرب النعامة مثلا ، وهو الظاهر في بيت أبي أسامة ؟ لأنه قال زالت نعامتهم لنفر والعرب تقول أشرد من نعامة وأنفر من نعامة قال الشاعر

    هم تركوك أسلح من حبارى




    رأت صقرا وأشرد من نعام

    وقال آخر

    وكنت نعاما عند ذاك منفرا

    فإذا قلت : زالت نعامته فمعناه نفرت نفسه التي هي كالنعامة في شرودها وقوله

    وأن تركت سراة القوم صرعى

    سراة كل شيء ما علا معه وسراة الفرس : ظهره لأنه أعلاه قال الشاعر يصف حمارا :

    بسراته ندب لها وكلوم

    وقولهم سراة القوم كما تقول كاهل القوم وذروة القوم قال معاوية إن مضر كاهل العرب ، وتميم كاهل مضر ، وبنو سعد كاهل تميم .

    وقال بعض خطباء بني تميم لنا العز الأقعس والعدد الهيضل ونحن في الجاهلية القدام ونحن الذروة والسنام وهذا معنى صحيح بين فليس لأحد أن يقول في الذروة ولا في السنام ولا في الكاهل إنه جمع أي من أبنية الجمع ولا اسم للجمع فكذلك ينبغي أن لا يقال في سراة القوم أنه جمع سري لا على القياس ولا على غير القياس كما لا يقال ذلك في كاهل القوم وسنام القوم والعجب كيف خفي هذا على النحويين حتى قلد الخالف معهم السالف فقالوا : سراة جمع سري ويا سبحان الله كيف يكون جمعا له وهم يقولون في جمع سراة سروات مثل قطاة وقطوات يقال هؤلاء من سروات الناس كما تقول من رءوس الناس قال في بن الخطيم

    وعمرة من سروات النسا




    ء تنفح بالمسك أردانها

    ولو كان السراة جمعا ما جمع لأنه على وزن فعلة ، ومثل هذا البناء في الجموع لا يجمع وإنما سري فعيل من السرو وهو الشرف فإن جمع على لفظه قيل سرى وأسرياء مثل غني وأغنياء ولكنه قليل وجوده وقلة وجوده لا يدفع القياس فيه وقد حكاه سيبويه .

    وقوله أذباح عتر جمع ذبح وعتر بكسر العين الصنم الذي كان يعتر له في الجاهلية أي تذبح به العتائر جمع : عتيرة وهي الرجبية وقد ذكرنا في نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - أول من سن العتيرة ، وأنه بور بن صحورا ، وأن أباه سن رجبا للعرب فكان يقال له سعد رجب ولو قال أذباح عتر بفتح العين لجاز لأنه مصدر . وقوله وكانت جمة . الجمة السواد والجمة الفرقة فإن كان أراد بالجمة سواد القوم وكثرتهم فله وجه وإن كان أراد الفرقة منهم فهو أوجه وقد ذكره صاحب العين . وقوله : عطيان بحر فيضانه . وقوله

    أبين نسبتي نقرا بنقر

    النقر الطعن في النسب وغيره يقول إن طعنتم في نسبي ، وعبتموه بينت الحق ونقرت في أنسابكم أي عبتها ، وجازيت على النقر بالنقر وقالت جارية من العرب : مروا بي على بني نظري يعني الفتيان الذين ينظرون إلي ولا تمروا بي على بنات نقري ، يعني النساء اللواتي ينقرن أي يعبن . وقوله دعيت إلى أفيد تصغير وفد وهم المتقدمون من كل شيء من ناس أو خيل أو إبل وهو اسم للجمع مثل ركب ولذلك جاز تصغيره وقيل أفيد اسم موضع . وقوله على مضاف . المضاف الخائف المضطر . وقوله

    فدونكم بني لأي أخاكم

    هذا شاهد لما ذكرناه في نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - واشتقاق تلك الأسماء وقلنا في لؤي إنه تصغير لأي واخترنا هذا القول على قول ابن الأنباري وقطرب وحكينا قوله وشاهده وإنما أراد ههنا ببني لأي بني لؤي فجاء به مكثرا على ما قلناه . وقوله

    موقفة القوائم أم أجر

    يعني : الضبع وموقفة من الوقف وهو الخلخال لأن في قوائمها سوادا . قال الشاعر [ أبو وجزة السعدي ] :

    وخائف لحم شاكا براشته




    كأنه قاطم وقفين من عاج

    وأم أجر جمع جر وكما نقول دلو وأدل وهذا كقول الهذلي

    وغودر ثاويا وتأوبته




    موقفة أميم لها فليل

    والفليل عرفها ، وكقول الآخر

    يا لهف من عرفاء ذات فليلة




    جاءت إلي على ثلاث تخمع

    وتظل تنشطني وتلحم أجريا




    وسط العرين وليس حي يدفع

    لو كان سيفي باليمين دفعتها




    عني ولم أوكل وجنبي الأضبع

    فوصفها أنها تخمع ، كما قال ابن المهلب الضبعة العرجاء ولحن في قوله الضبعة . وقال آخر

    فلو مات منهم من جرحنا لأصبحت




    ضباع بأكناف الشريف عرائسا

    وذلك أن الضبع يقلب القتيل على قفاه فيما ذكر وتستعمل كمرته لأنها أشيق البهائم ولذلك يقال لها حين تصطاد أبشري أم عامر بجراد عضال وكمر رجال يخدعونها بذلك وهي تكنى أم عامر وأم عمرو ، وأم الهنبر [ وأم عتاب وأم طريق وأم نوفل ] ، وأم خنور وأم خنور معا وتسمى : حضاجر وجعار [ والعثواء وذيخة وعيلم وجيعر ، وأم جعور ] وقثام وجيأل وعيشوم ، وقثام أيضا اسم للغنيمة الكثيرة يقال أصاب القوم قثاما ، قاله الزبير وحيثل وعيثوم ، وأما الذكر منها فعيلام وعثيان وذيخ [ وأبو كلدة ونوفل والأعشى ] .

    وقوله في وصف الأسد في الغيل مجر أي ذو أجراء والأباءة الأجمة التي هو فيها ، وكذلك الغيل والخدر والعرين والعريسة . وقوله أحمى الأباءة أي حماها ، وأحمي لغة في حمى لكنها ضعيفة ولعله أراد . أحمى الأباءة أي جعلها كالنار الحامية يقال أحميت الحديدة في النار يعني : إن أباءته قد حميت به فلا تقرب .

    وقوله من كلاف ، لعله أراد من شدة كلف بما يحميه فجاء به على وزن فعال لأن الكلف إذا اشتد كالهيام والعطاش وفي معنى الشعار ولعل كلافا اسم موضع وقال أبو حنيفة الكلاف : اسم شجر والله أعلم .

    وقوله بخل هو الطريق في الرمل والهجهجة من قولك : هجهجت بالذئب إذا زجرته . قال الشاعر

    لم ينجه منها صياح الهجهج

    وقوله بقرقرة وهدر . القرقرة صوت شديد متقطع وجاء في صفة عامر الحداء أنه كان قراقري الصوت فلما كبر وضعف صوته قال

    أصبح صوت عامر صئيا




    أبكم لا يكلم المطيا

    وهو عامر بن ربيعة الحداء التغلبي وإليه ينسب بنو الحداء وذكر أهل اللغة أن الكشيش أول رغاء الجمل ثم الكتيت ثم الهدر ثم القرقرة ، ثم الزغد ويقال زغد يزغد ثم القلاخ [ أو القلخ أو القليخ الأخيرة عن سيبويه ] إذا جعل كأنه يتقلع .

    وقوله وأكنف مجنإ يعني : الترس وهو من أجنأت الشيء إذا جنيته فهو مجنأ ويعني : بصفراء البراية القوس وبرايتها : ما يرى منها ، وجعلها صفراء . لجدتها وقوتها . وقوله وأبيض كالغدير أراد السيف وعمير اسم صانع والمداوس جمع مدوس وهي الآلة التي يدوس بها الحداد والصيقل ما يصنعه ووصفه إياها بالمغر المغر جمع أمغر وهو الأحمر والخادر الداخل في الخدر ومسبطر : غير منقبض . وقوله

    يقول لي الفتى سعد هديا

    الهدي ما يهدى إلى البيت والهدي أيضا العروس تهدى إلى زوجها ، ونصب هديا هنا على إضمار فعل كأنه أراد اهد هديا .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 2:53 pm